![]() |
هل ينقذ رينارد السعودية من تكرار سيناريو مانشيني؟ |
في السابع عشر من فبراير الماضي صرح الفرنسي هيرفي رينارد المدير الفني للمنتخب السعودي بتصريح رفع من سقف الطموحات بين جماهير الأخضر حيث أكد أن هدفه الأساسي هو حجز بطاقة التأهل المباشر إلى كأس العالم دون الدخول في حسابات معقدة أو الانتظار لمباريات الملحق لكن الواقع الذي واجهه لاحقاً كان مختلفًا تمامًا عن التوقعات خاصة في ظل المقارنة المستمرة بينه وبين المدرب الإيطالي روبيرتو مانشيني الذي سبقه في قيادة الفريق
بين الحلم والتعثر بداية التصفيات تكشف التحدي الحقيقي
رغم البداية الإيجابية للفترة الأولى إلا أن المنتخب السعودي تلقى خسارة أمام إندونيسيا أعادت الحسابات إلى نقطة الصفر حيث منحت هذه النتيجة الأفضلية لخصم لم يكن مرشحًا ودفعت بالمنتخب الإندونيسي نحو صراع الملحق بينما زادت الضغوط على رينارد الذي وجد نفسه مجبرًا على تعديل المسار بسرعة خاصة مع اقتراب مواجهات فاصلة ضد العراق وإندونيسيا في مجموعة مصيرية
مهمة معقدة بعد تذبذب النتائج رغم صحوة مؤقتة
نجح رينارد في تحقيق فوز خجول على منتخب الصين ثم تعادل دفاعي سلبي مع اليابان في طوكيو ما أبقى آمال التأهل قائمة لكنها أصبحت مرتبطة بنتائج الفرق الأخرى وعلى رأسها أستراليا التي حسمت تأهلها على حساب اليابان الأمر الذي صعّب من مهمة الأخضر وأدى إلى هزيمة أخرى أمام الكنغر الأسترالي بهدفين في قلب الرياض لتتلاشى فرصة التأهل المباشر وتتحول الآمال إلى انتظار طريق الملحق القاري والعالمي
ملحق مصيري يحدد مستقبل رينارد مع الأخضر
مع تضاؤل فرص التأهل المباشر أصبحت الخيارات محدودة إما تصدر المجموعة الثلاثية في الملحق أو تحقيق الفوز في المواجهة المباشرة ضد وصيف المجموعة الأخرى وإلا فإن رينارد سيكون قد فشل في تنفيذ وعوده المعلنة وهو ما يجعل مصيره معلقًا على خيط رفيع في ظل ضغط الجماهير والإعلام وعدم رضا الشارع الرياضي عن الوضع الفني والنتائج الحالية
واقع أصعب من المتوقع وخيارات محدودة للاختيار
في ظل تواضع الأداء وتراجع الجاهزية البدنية والفنية للاعبين المحليين بدا واضحًا أن رينارد يواجه أزمة مزدوجة فهو لا يمتلك نفس الأسماء التي قاد بها الأخضر لتحقيق فوز تاريخي على الأرجنتين في كأس العالم الماضية كما أن الاعتماد الكبير على اللاعبين الأجانب في الأندية المحلية أفقده خيارات مهمة مثل غياب الحراس الأساسيين وعدم جاهزية المدافعين وتراجع خط الهجوم بالكامل ليبقى سالم الدوسري هو الأمل الوحيد في الخط الأمامي
تصريحات حادة وتحديات متزايدة قبل الملحق الحاسم
وجه رينارد انتقادات مباشرة لطبيعة المنافسة المحلية مؤكدًا أن قلة مشاركة اللاعبين السعوديين أثرت بشكل سلبي على أداء المنتخب كما عبّر عن انزعاجه من غياب عناصر مهمة مثل لاعبي الهلال بسبب التزاماتهم الدولية ما جعل مشاركته في بطولة كونكاكاف صعبة للغاية وهو ما زاد من تعقيد مهمته التي باتت تحتاج إلى معجزة فنية واستعداد نفسي وبدني غير مسبوق إذا ما أراد العبور من هذا النفق الضيق إلى نور التأهل
المواجهة المنتظرة بين رينارد وخصوم الماضي
المدرب الفرنسي الذي لم يسبق له الفوز على منتخب إندونيسيا وتعرض للخسارة أمام العراق في كأس الخليج يواجه تحديًا من نوع خاص إذ لا يملك ترف الخيارات بل يحتاج إلى توليفة مثالية من اللاعبين الجاهزين بدنيًا ونفسيًا وهو ما سيختبره مع انطلاقة دوري روشن على أمل أن يظهر لاعبون يمكن الاعتماد عليهم في معركة الفرصة الأخيرة التي قد تحدد بقاءه من عدمه